Wednesday, June 7, 2017

ما قد يفعله الإنسان للوصول إلي السلطة - هبه حافظ


السلطة والنفوذ ، من متع الحياة الدنيا التي يبيع المرء من أجلها كل غالي ونفيس حتي يصل إليها .
بسبب الرغبة في السلطة قد يُقدم أي شخص علي أن يرتكب جرائم ليصل إليها ،  وليس مجرد جرائم عادية مثل قتل منافسك علي السلطة مثلاً ، لكنها وصلت إلي أن يقتل الأب أبنه ، ويقتل الأبن أبيه ، ويقتل الأخ أخيه ، كل هذا رغبة في السلطة أو كما أسميه " سحر الكرسي " الرغبة في أن تأمر فتُطاع ، الرغبة في أن تستطيع التحكم في مصائر الناس ، وتريد هذا لنفسك فقط لا أن يكون في نطاق عائلتك ، وتبرر جرائم ضد الطبيعة البشريه .
فنري مثلاً في الدولة العباسية وُلي الخليفة المتوكل العباسي ولاية العهد لأبنيه محمداً وسماه بالمنتصر ، وأبا عبد الله بن قبيحة وسماه بالمعتز ، وإبراهيم وسماه المؤيد . ولكن المتوكل رأي أن يقدم إبنه المعتز علي أخويه المنتصر والمؤيد لحبه لقبيحة أم المعتز ، ويظهر أن ذلك كان راجعاً إلي ما حاكه رجال بلاطه من دسائس لإقصاء المؤيد والمنتصر . ولما علم المنتصر بهذا غضب وقام بتدبير مؤامرة لقتله مع الأتراك ولكنه نجا منها وعرف بما دُبر له عن طريق وزيره الفتح بن خاقان ، إلا أنه قُتل علي أيدي الأتراك وأستقرت الخلافة لإبنه المنتصر .
وفي الدولة الأموية في الأندلس قتل الخليفة عبد الرحمن الناصر ابنه عبد الله علي الرغم عن ما عُرف عنه من التقي والورع ، لوصول أخبار إلي الخليفة الناصر أن عبد الله يدبر لأغتياله بسبب أنه أعطي ولاية العهد لإبنه الحكم علي حساب عبد الله الأكبر منه ، فقبض عليه وسجنه وتم تنفيذ الأعدام فيه في صبيحة عيد الأضحي .
عهد هارون الرشيد ولاية العهد إلي أبنه الأمين ، ثم المأمون ، ثم المؤتمن وكتب صحيفة بذلك عُلقت في الكعبة ، ثم مات عام 193 هـ ، وهو ابن أربع وأربعين سنة . فولي الأمين ولاية العهد نزولاً علي رغبة زوجته زبيده والهاشميين وذلك لأن الأمين كان عربياً خالصاً عكس المأمون الذي كانت أمه فارسية رغم أن المأمون كان يكبر الأمين في السن ، فعَهد الرشيد للمأمون بخراسان واعمالها تحت سيطرته ، وللمؤتمن الجزيرة العربيه ، بعد أستقرار الحكم للأمين أراد أن يخلع المأمون من ولاية العهد بإيعاز من وزيره الفضل بن الربيع وتولية إبنه موسي ، وعزل المؤتمن من ولاية شبة الجزيرة وأقره علي قنسرين والعواصم ، ثم خلعه منها وأستقدمه إلي بغداد ، ثم أوفد الأمين إلي خراسان وفداً لأخذ البيعة إلي ابنه موسي بن الأمين في ولاية العهد وتقديمه علي المأمون ، ولكن فشل سعيهم ، ولكن بإيعاز من الفضل بن الربيع تمت البيعة إلي موسي بن الأمين والدعاء له علي المنابر دون المأمون والمؤتمن . ثم حدثت المواجهه العسكرية بين جيش الأمين وجيش المأمون أنتهت بمقتل الأمين وتولي المأمون خلافة الدولة العباسية .

يوجد نماذج أخري تحتاج إلي بحث كامل لسردها ، وما قمت به هنا إلا الإشارة لما قد يفعله المرء إن أحب أن يصل إلي الكرسي ، فلن يقف أمامه أي وازع أخلاقي ولا رابطة دم . وعموماً فمن قراءتي للتاريخ فإني لدي يقين أن السياسة والأخلاق لا تجتمعان في شخص واحد ، لكن هناك سياسي ناجح يستطيع أن يسيّر أمور الدولة ويجعل لها هيبة وإحترام بين الدول  ، وهناك سياسي ينحدر ببلده إلي أسفل سافلين فيقودها إلي الهلاك .

عطايا ومنح الأمراء والخلفاء الأمويين بالأندلس للمغنين بقلم: د. نورهان إبراهيم سلامة

  كان الأمويون شغوفين بالغناء والموسيقى وكان منهم إما من المشاركين فيه أو ممن كانوا يشجعون مثل هذا الفن والمغنين والموسيقيين ، فكانوا يغدقون...